نبذة
أما أن القصة رائعةفائقة الروعة، فشيء لا يشكُّ فيه إلا الذين لم يقرؤوها ولم يتعمَّقوها، أو الذينتقصُر أذواقهم عن إساغة الأدب الرفيع!
فالقصة تبدأ قُبيلالثورة التي شبَّت في روسيا سنة 1905. وهي تحدِّثنا عن صبية يختلفون إلى المدارسوعن أسر هؤلاء الصبية . وهي تصف لنا ما يضطرب في نفوس هؤلاء الصبية من الخواطرالتي تثيرها الأحداث من حولهم.. وما تثيره في نفوسهم من الخواطر تلك الحركاتالاجتماعية.. وتأثير هذا كله في نفوس هؤلاء الصبية الذين لم يبلغوا الثالثة عشربعد.. وتتبع قصة واحد منهم هو الدكتور جيفاكو..
ولستُ أعرف كاتبًاروسيًا صوِّر الهلع والفزع والجزع، كما صوَّر ذلك صاحب القصة.. فالذين احتملواأهوال هذه الثورة أبطالٌ حقًا، لأنها بلغت من القسوة والشدة وامتحان النفوس ما لايُصدَّق إلا بعد جهد وأيّ جهد.
ولستُ أعرف كاتبًاروسيًا صوِّر قسوة الطبيعة.. وجمال الطبيعة.. ومصاعب الحياة ومشكلاتها، والموتالذي يوشك أن ينقضَّ.. وحركة الجماعات في الخوف والأمن، وفي السُّخط والرضا، كماقرأته في هذه القصة.
كل هذا نجده في هذهالقصة التي إن شئت قراءتها والاستمتاع الصحيح بها، أن تُقتصر عليها أثناء القراءةعقلك وقلبك وذوقك جميعًا. وسترى، إن فعلت ذلك، ستربح متعةً قلَّما تربح مثلها فيقراءة كتاب!
مقتطفات من تعليق طه حسين